يا علي ، طُوبى (٣٩) لمن طالَ عُمرهُ وحَسُنَ عملُه (٤٠).
يا علي ، لا تمزحْ فيذهب بهاؤُك ، ولا تكذب فيذهب نورُك ، وإيّاكَ وخصلتين ، الضجر (٤١) والكسل ، فانّك إن ضجرتَ لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدِّ حقّاً.
يا علي ، لكلّ ذنب توبة إلاّ سوءُ الخُلُق ، فإنّ صاحبَه كلّما خرج من ذنب دَخَل في ذنب (٤٢).
يا علي ، أربعةٌ أسرعُ شيء عقوبةً ، رجلٌ أحسنتَ إليه فكافأك بالإحسانِ إساءة ، ورجلٌ لا تبغي عليه وهو يبغي ...
______________________________________________________
(٣٩) طوبى ، على وزن فُعلى بالضمّ ، مأخوذة من الطيب ، مصدر طاب ، مثل بُشرى مصدر بَشِرَ ، دعاء الخير بأطيب العيش وأحسنه في الجنّة ، وهي في أصل المعنى شجرة مباركة في الجنّة أصلها في دار رسول الله وأمير المؤمنين سلام الله عليهما وآلهما ، وفي دار كلّ مؤمن في الجنّة غصن منها ، لا يخطر على قلب المؤمن ما يشتهيه إلاّ وأتاه به ذلك الغصن (١).
(٤٠) فتكثر أعماله الحسنة بكثرة سني عمره.
(٤١) الضَجَر ، القلق من الشيء والإغتمام منه ، والمنهي عنه هنا هو إظهاره ، فانّ المؤمن حزنه في قلبه وبُشره في وجهه ، مع أنّه يمكن رفع الهمّ والقلق وتسكين النفس بالمواعظ الربّانية .. ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ) (٢).
(٤٢) يُدخله في ذلك سوء خُلُقه ويدعوه إليه رذالة أخلاقه .. وفي بعض النسخ [ في ذنب آخر ].
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ١١٧ ، ب ٢٣ ، ح ٢ ـ ٣. ومجمع البحرين ، ص ١٢٥.
٢ ـ سورة الرعد ، الآية ٢٨.