يا علي ، مَن ترك الخمرَ لغيرِ اللّهِ (١٦) سقاهُ اللّهُ من الرحيقِ المختوم (١٧) ، فقال علي عليهالسلام ، لغيرِ اللّه؟! قال : نعم واللّهِ صيانةً لنفسهِ يشكرُه اللّهُ على ذلك (١٨).
يا علي ، شاربُ الخمرِ كعابدِ وَثَن (١٩).
______________________________________________________
وتكذيبك الرجل عن الخبر ... » (١).
(١٦) أفاد المولى التقي المجلسي ، الظاهر أنّ مجرد ترك المعاصي كاف في الإمتثال وعدم العقاب ، وأمّا الثواب على تركها فهو مشروط بالنيّة ، واستثنى منها ترك شرب الخمر فانّه يؤجر ويثاب عليه وان لم ينوِ القربة أو كان الترك لأجل صيانة النفس وحفظ شرفه وكرامته أو لسلامته عن أضرار الخمر الصحّية أو مفاسدها الإجتماعية.
(١٧) الرحيق هو الشراب الخالص وخمر الجنّة ، والمختوم أي تكون رؤوس أوانيها مختومة بالمسك فلا يتغيّر طعمها بل تكون رائحتها برائحة المسك .. ويشهد له قوله تعالى : ( خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ ) (٢).
(١٨) أي يثيبه على الترك أو يذكره الله تعالى في الملأ الأعلى بأنّ عبدي لا يشرب الخمر.
(١٩) أي مثله في أنّه لا يعرف ربّه في الساعة التي يسكر فيها كما يأتي في نفس حديث الوصيّة هذه ، ومثله أيضاً في العقوبة العظمى ولهذا قرنها الله بعبادة الأصنام في قوله تعالى : ( إنَّمَا الْخَمْرُ والمَيْسِرُ والأَنصَابُ والأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧١ ، ب ٦٠ ، ص ٨ ، ح ١١.
٢ ـ سورة المطفّفين ، الآية ٢٦.