يا علي ، وللمسلمينَ [ وللمسلمِ ظ ] أربعُ خصال ، أن يَسلَمَ الناسُ من لسانِه ، وعينِه ، ويدِه ، وفَرْجِه (٢٩).
______________________________________________________
تكمل توبته ..
وفي حديث النهج الشريف (١) قال أمير المؤمنين عليهالسلام ، « ... الإستغفار درجة العلّيين وهو اسم واقع على ستّة معان :
أوّلها ، الندم على ما مضى.
والثاني ، العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث ، أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.
والرابع ، أن تَعْمدَ إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها.
والخامس ، أن تَعْمدَ إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتّى تلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس ، أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
فعند ذلك تقول ، أستغفر الله » (٢).
(٢٩) فإنّ الإسلام في أصله مأخوذ من التسليم والإنقياد ، والسلم وعدم الأذى ..
فيلزم على المسلم أن يكفّ أذاه عن الناس بلسانه بمثل الكذب عليهم أو سبّهم ، وبعينه بمثل النظر إلى أعراضهم ، وبيده بمثل التطاول عليهم ، وبفرجه بمثل الخيانة بهم ، فيسلَم الناس من جميع هذه الزلل منه.
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، رقم الحكمة ٤١٧ ، الجزء٣ ، ص ٢٥٢ ، طبعة الإستقامة بمصر.
٢ ـ نهج البلاغة ، رقم الحكمة ٤١٧ ، الجزء ٣ ، ص ٢٥٢ ، طبعة الإستقامة بمصر.