والاحتمالُ للمكرُوه (٢٧).
يا علي ، وللتائبِ ستّةُ خصال ، تركُ الحرام ، وطلبُ الحلال ، وطلبُ العلم ، وطولُ السكوت ، وكثرةُ الاستغفار ، وأنْ يذيقَ نفسَه مرارَةَ الطّاعةِ كما أذاقَها حلاوةَ المعصية (٢٨).
______________________________________________________
والأحاديث كثيرة في حسن الظنّ بالله ، وتفضّل الله على عبده بحسن ظنّه.
ففي حديث بريد بن معاوية ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : « وجدنا في كتاب علي عليهالسلام ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : وهو على منبره ـ ، والذي لا إله إلاّ هو ما اُعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنّه بالله ، ورجائه له ، وحسن خُلُقه والكفّ عن إغتياب المؤمنين.
والذي لا إله إلاّ هو لا يُعذِّبُ اللهُ مؤمناً بعد التوبة والإستغفار إلاّ بسوء ظنّه بالله ، وتقصيره من رجائه ، وسوء خُلُقه ، وإغتيابه للمؤمنين.
والذي لا إله إلاّ هو لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله إلاّ كان الله عند ظنّ عبده المؤمن ، لأنّ الله كريم بيده الخيرات ، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه ، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه » (١).
وينبغي ملاحظة مفصّل أحاديث حسن الظنّ بالله تعالى في محلّه (٢).
(٢٧) أي تحمّل المكاره والاُمور التي لا يستسيغها الإنسان.
(٢٨) فالتوبة هو الرجوع عن الذنب .. والراجع عن الذنب حقيقةً يترك الحرام ، ويطلب الحلال ، ويطلب العلم حتّى يعرفهما ، ويطيل السكوت حذراً من الزلاّت ، ويكثر الإستغفار محواً للسيّئات .. ويزيل حلاوة المعصية بمرارة الطاعة .. حتّى
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٧١ ، ح ٢.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٣٢٣ ـ ٤٠١ ، باب ٥٩ ، الأحاديث.