ولا مالَ أربحُ من الحِلم (٨) ، ولا حَسَبَ أرفعُ من الأدَب (٩) ،
______________________________________________________
أن لا يتّهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه ). فقلت ، جعلت فداك اُريد أن أكتبه ، قال : فقرّب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي ، فتناولتُ يده فقبّلتها وأخذتُ الدواة فكتبته » (١).
(٨) الحلم ـ بكسر وسكون اللام ـ ، هو ضبط النفس عن هيجان الغضب (٢) ، أو الأناة والتثبّت في الاُمور (٣).
ومن المعلوم أنّ خلاف الحلم أي الغضب يوجب أكبر الخسران ، بل الغضب لغير الله تعالى مفتاح الشرّ والضرر ، فيكون الحلم الذي يكبحه موجباً لأكبر النفع والربح ..
وفي حديث زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول : « إنّه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمُه عند غضبه » (٤).
(٩) الحسب بفتحتين هي الشرافة بالآباء وما يُعد من مفاخرهم ..
وهذه الشرافة تضيع فيمن قلّ أدبه .. بينما تزيد فيمن كثر أدبه .. وإن لم يعل حسبه .. فالأدب إذن أبلغ من الحسب.
فإذا تأدّب الإنسان بالآداب الدينية والأخلاق المرضيّة نال أرفع الحسب لأنّ الأدب يغني عن الحسب ، وحسن الأدب ينوب عن الحسب كما في الحديث
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٥٩ ، ح ٩.
٢ ـ مجمع البحرين ، ص ٥١٢.
٣ ـ مرآة الأنوار ، ص ٨٩.
٤ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١١٢ ، ح ٣.