أي إن طلب المال منهم إفساد شيء من إبلهم فعلوا ، والعنت تحرّي المشقة ، يقال : عنت فلان / عنتا ، وأعنته غيره ، وعنّته ، قال تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) ، وأكمة عنوت : صعبة المسلك (١) ، وعنود والمعاندة والمعانتة يتقاربان ، لكن المعاندة هي الممانعة ، والمعانتة (٢) : أن يتحرى مع الممانعة مشقة (٣) ، قال ابن عباس : سبب نزول هذه الآية أن قوما صافوا جماعة من اليهود ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك (٤) ، والآية تقتضي النهي عن الركون إلى من وما
__________________
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا |
|
وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا |
وروي : هنالك إن يستخولوا المال يخولوا. انظر : ديوان زهير (ص ١١٢) ، وغريب الحديث لأبي عبيد (١ / ١٧٧) ، وتهذيب اللغة (٧ / ٤٢٥) ، والمفردات ص (٢٧٤).
(١) انظر : الكامل (٣ / ١١٧٣ ، ١١٧٤) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٦٢) ، ومعاني القرآن للنحاس (١ / ٤٦٦) ، والأفعال لابن القوطية ص (١٩٣) ، والصحاح (١ / ٢٥٩).
(٢) تكررت هنا عبارة : (يتقاربان ، لكن المعاندة) ، وهي في السطر السابق.
(٣) انظر : المراجع السابقة ، وتهذيب اللغة (٢ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، ٢٧٧ ـ ٢٨٤) ، والمفردات ص (٥٨٩).
(٤) أورده ابن هشام في السيرة (٢ / ٢٣٧) ، وابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ١٤١) ، وذكره الماوردي في النكت والعيون (١ / ٤١٩) ، والواحدي في أسباب النزول ص (١٢٠) ، والبغوي في معالم التنزيل (٢ / ٩٥) ، وابن عطية في المحرر الوجيز (٣ / ٢٠٧) ، وابن الجوزي في