من الضمير في (لَيْسُوا) ، أو جعل الواو فيه كالواو في أكلوني البراغيث (١) ، ويجعل «أمة» اسم ليس (٢) ، وتكون المفاضلة بين أمة قائمة وأمة غير قائمة ، وقوله : (يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ) قيل : عنى به صلاة العتمة ، لأنها لم تكن إلا لهذه الأمة (٣) ، واستدل بما روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخّر صلاة العشاء ليلة ، ثم خرج إلى المسجد ، فإذا الناس ينتظرونه ، فقال : «إنه ليس أحد من أهل الأديان يذكر الله في هذه الساعة غيركم» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٤) ، وقيل : عنى الصلاة بين
__________________
(١) والواو في هذا المثال علامة جمع وليست ضميرا. انظر : كتاب سيبويه (٣ / ٢٠٩) ، والأصول لابن السراج (١ / ٧١ ، ١٣٦ ، ١٧٢) ، (٢ / ٨٢) وإعراب القرآن (١ / ٥١١) ، وشرح المفصّل (٧ / ٧) ، والجنى الداني ص (١٧٠ ، ١٧١) ، والدر المصون (٣ / ٣٥٤).
(٢) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٠١) ، وقد خطأ ابن عطية أبا عبيدة في كون (أمة) خبر ليس. ودافع السمين الحلبي عن أبي عبيدة ، وبين صحة كلامه ، انظر : المحرر الوجيز (٣ / ١٩٩) ، والدر المصون (٣ / ٣٥٥).
(٣) وهو قول عبد الله بن مسعود. انظر : جامع البيان (٧ / ١٢٧ ، ١٢٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧٣٨) ، والنكت والعيون (١ / ٤١٧) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٥٠) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٩٣) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٠٢) ، وزاد المسير (١ / ٤٤٣) وزاد نسبة هذا القول لمجاهد. والجامع لأحكام القرآن (٤ / ١٧٦) ، والبحر المحيط (٣ / ٣٧).
(٤) رواه الطبري في جامع البيان (٧ / ١٢٧ ، ١٢٨) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن