وقال : «من شذّ شذّ في النار» (١) ، ولطلب الألفة شرع الاجتماعات في المساجد والجمع والجماعات والأعياد ، وقوله : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ)(٢) أي على ما يؤدّيكم إلى النار ، وهو خطاب عام للمسلمين كافة ، وإن كان قد جعله (٣) بعضهم خاصّا للأوس والخزرج على ما تقدم ذكره (٤) ، وبعضهم
__________________
ـ ٢٨٨). ورواه أبو داود ـ كتاب الأدب ، باب «في الظن» ، رقم (٤٩١٧).
(١) رواه الترمذي ـ كتاب الفتن ـ باب «ما جاء في لزوم الجماعة» رقم (٢١٦٧).
والحاكم في المستدرك (١ / ١١٥ ، ١١٦) ، والدولابي في الكنى والإسماء (٢ / ٩٢) ، واللالكائي في «أصول اعتقاد أهل السنة» رقم (١٥٤) ، وابن أبي عاصم في «السنة» رقم (٨٠). وقال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه. وحسنه السيوطي في الجامع الصغير رقم (١٨١٨ ـ فيض القدير) ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (١٨٤٤).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣.
(٣) في الأصل : (جعل) ، والسياق يقتضي ما أثبته.
(٤) يشير إلى تفسيره لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) [آل عمران : ١٠٠] فقد نقل عن السدي أنه قال : نزلت في قوم من اليهود سعوا بين أوس وخزرج بالفساد ، وذكروهم من الأحقاد والأوتار ، فأنزل الله تعالى ذلك. ورجح ابن جرير الطبري أن الخطاب في قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) للأوس والخزرج. جامع البيان (٧ / ٨٥). وانظر : النكت والعيون (١ / ٤١٤) فقد نسب هذا القول إلى ابن إسحاق ، والوسيط