للمحجوبين (١) ، فأما أهل الحقائق فهم في القبضة (٢) ، واستبعد
__________________
(١) المحجوبون : عند الصوفية هم من احتجبوا عن قرب الله بسبب من الأسباب.
وعند غلاتهم : المحجوبون هم العامة. انظر : مدارج السالكين (١ / ٢٨٢) ، والمعجم
الصوفي ص (٧٤).
(٢) لم يبين الراغب رحمهالله قائل ذلك ، ويبدو أنه أحد غلاة الصوفية ، لأن كلامه
مخالف لقوله تعالى في هذه الآية : (وَمَنْ
يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، فالله تعالى أثبت له الهداية ، وذاك جعله مع
المحجوبين. غير أن مصادر التصوف التي بين يديّ ليس فيها شيء من تنقص تلك المنزلة ،
فهذا ابن عربي يقول : (وَمَنْ
يَعْتَصِمْ بِاللهِ) بالانقطاع عما سواه والتمسك بالتوحيد الحقيقي فَقَدْ
هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ إذ الصراط المستقيم ، هو طريق الحق تعالى ، كما
قال : (إِنَّ
رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)[هود : ٥٦]. تفسير ابن عربي (١ / ١٢٢) ، وقال القشيري : إنما يعتصم بالله
من وجد العصمة من الله ، فأما من لم يهده الله فمتى يعتصم بالله؟ فالهداية منه في
البداية توجب اعتصامك في النهاية ، لا الاعتصام منك يوجب الهداية. لطائف الإشارات (١
/ ٢٧٧ ، ٢٧٨). أما الهروي فقد قسم منزلة الاعتصام إلى ثلاث مراتب : قال : «وهو على
ثلاث درجات : اعتصام العامة بالخبر ، استسلاما وإذعانا بتصديق الوعد والوعيد ،
وتعظيم الأمر والنهي ، وتأسيس المعاملة على اليقين والإنصاف. واعتصام الخاصة :
بالانقطاع ، وهو صون الإرادة قبضا ، وإسبال الخلق بسطا ، ورفض العلائق عزما ، وهو
التمسك بالعروة الوثقى. واعتصام خاصة الخاصة بالاتصال ، وهو شهود الحق تفريدا ،
بعد الاستحذاء له تعظيما والاشتغال به قربا» مدارج السالكين (١ / ٤٩٨ ـ ٥٠١).
فكلام الهروي هنا يدل على تعظيم جميع مراتب الاعتصام وإن كان بعضها أفضل من بعض
بخلاف
٧٥٥
البحث في تفسير الراغب الأصفهاني
عدد النتائج : ١٨
الصفحه ١٣٢ : قيل كيف جعل الهداية دلالة بلطف ، وقد قال الله تعالى : (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ
وَيَهْدِيهِ
الصفحه ٢٦٩ : هذا يوجّه قوله : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً
فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
الصفحه ٧٨٠ : المذموم ، فإن ما عدا الجهة المأمور بسلوكها مؤدّ إلى
الباطل. وإلى هذا يوجه قوله : (وَأَنَّ هذا صِراطِي