قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(١).
يقال : بغيته كذا أي طلبته له ، وأبغيته أعنته على بغائه (٢) ، نحو لمسته كذا وألمسته ، وحملته كذا وأحملته (٣) ، والعوج ما يدرك بالفكر من الاعوجاج ، والعوج ما يدرك بالطّرف (٤) ، وقوله : (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً)(٥) ، يعني الظلم وما يجري مجراه مما يكون في الدنيا (٦) ، / ومعناه لا
__________________
ـ وبيان أن فعلهم هذا لا ينبغي أن يكون. انظر : شرح التلخيص ص (٨٧) وانظر : البحر المحيط (٣ / ١٨) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٧٢) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ٦٣) ، وروح المعاني (٤ / ١٤) والتحرير والتنوير (٤ / ٢٥).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٩٩.
(٢) البغاء ـ بالضم ـ الطلب. انظر : المنقوص والممدود ص (٤٧) ، والغريبين (١ / ١٩٢).
(٣) هذا الكلام موجود في معاني القرآن للفراء (١ / ٢٢٧) بألفاظ مقاربة لما هنا. وقال ابن القوطية : «ولمست الشيء لمسا : أجريت يدك عليه وأيضا طلبته ... وألمست الرجل : أعنته على ما يلتمس» كتاب الأفعال ص (٩٢). وانظر : جامع البيان (٧ / ٥٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه.
(٤) انظر : مجاز القرآن (١ / ٩) ، ومجالس ثعلب (١ / ٨٥) ، والكشاف (٣ / ٨٨) ، والمشوف المعلم (١ / ٥١٢).
(٥) سورة طه ، الآية : ١٠٧.
(٦) لما فرق الراغب بين العوج بكسر العين والعوج بفتحها ، وجعل الأولى مما يدرك بالفكر ، والثانية مما يدرك بالطرف ، أورد قوله تعالى : (لا تَرى