ثلاث : الأول : استطاعة نفسية ، وهي المعرفة بها ، أو التمكن من معرفتها. والثاني : استطاعة بدنية ، وهي أن يكون صحيح البدن قادرا على إقامتها. والثالث : استطاعة من خارج ، وهي وجود الآلة التي بها يتمكن من فعلها ، ومتى اجتمعت الثلاثة فقد حصل تمام الاستطاعة ، وإلا فالاستطاعة معدومة أو قاصرة (١) ، وقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «الاستطاعة : الزاد والراحلة» (٢)
__________________
ـ وقد حمل ذلك على قوله : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا) [النساء : ١٢٩]. المفردات ص (٥٣٠).
(١) ذكر الراغب في المفردات أربعة أمور تتوقف عليها تمام الاستطاعة وهي : بنية مخصوصة للفاعل. وتصوّر للفعل ، ومادة قابلة لتأثيره ، وآلة إن كان الفعل آليّا كالكتابة. قال : فإن الكاتب يحتاج إلى هذه الأربعة في إيجاده للكتابة ، وكذلك يقال : فلان غير مستطيع للكتابة إذ فقد واحدا من هذه الأربعة فصاعدا ، ويضاده العجز ، وهو أن لا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا ، ومتى وجد الأربعة كلها فمستطيع مطلقا ، ومتى فقدها فعاجز مطلقا ، ومتى وجد بعضها دون بعض فمستطيع من وجه عاجز من وجه ، ولأن يوصف بالعجز أولى. المفردات ص (٥٣٠).
(٢) أخرجه الترمذي ـ كتاب الحج ـ باب ما جاء في إيجاب الحج بالزاد والراحلة ، رقم (٨١٣) ، وفي كتاب التفسير باب ومن سورة «آل عمران» رقم (٢٩٩٨) ، وابن ماجه ـ كتاب المناسك ـ باب ما يوجب الحج رقم (٢٨٩٦). والحاكم في المستدرك (١ / ٤٤٢) بنحوه ، والبيهقي في سننه (٤ / ٣٣٠) ، وابن جرير في جامع البيان (٧ / ٣٩ ، ٤٠) ، وابن