حينئذ يسقط معنى عموم الحالين ، وملء الأرض ـ قيل : هو مقدار ما يملأ الأرض (١) ، وقيل : معناه كل ما يتعامل به في الأرض من الذهب ، وذلك حسم لطمع من مات على كفره في رحمته. وقيل : وهذه الآية والتي قبلها كالآيتين في سورة النساء (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ (٢) ...) إلى آخر الآيتين (٣).
قوله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ
__________________
ـ فمذهب جمهور البصريين عدم الجواز ، ووجّهوا النصوص التي استدلّ بها غيرهم بغير الزيادة. ومذهب الكوفيين جواز ذلك في جواب (لما أن) و (حتى إذا). انظر : كتاب سيبويه (٣ / ١٠٣) ، والفرّاء (١ / ١٠٧ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ٢٢٦ ، ٢٣٦) ، ومعاني القرآن للأخفش (١ / ٣٠٦ ، ٣٠٧) ، والمقتضب (٢ / ٨٠) ، ومجالس ثعلب ص (٥٩) ، وجامع البيان (٦ / ٥٨٦) ، والإنصاف ، المسألة (٦٤) ، وشرح المفصل لابن يعيش (٨ / ٩٣ ، ٩٤).
(١) انظر : جامع البيان (٦ / ٥٨٤) ، ومعاني القرآن للنحاس (١ / ٤٣٨) ، وتهذيب اللغة (١٥ / ٤٠٣) ، والمقاييس (٥ / ٣٤٦).
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٧.
(٣) انظر : معاني القرآن للنحاس (٢ / ٤٢) ، وجامع البيان (٤ / ١٣٠) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٤٢) ، وتفسير القرآن العظيم (١ / ٣٥٩) ، وفتح القدير (١ / ٣٩٩).