العطف؟ قيل : إنّ اللّام تتعلق به ، لا على حدّ المفعول به ، وتقدير الكلام : لا تقرّوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع (١) ، وقول من قال : اللام زائدة ، نحو (رَدِفَ لَكُمْ)(٢) فبعيد ، لأن آمن هنا لا يتعدى إلا بالجار (٣).
وفي قوله : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ)(٤) على هذا (٥)
__________________
(١) ذكر السمين الحلبي عن الفارسي قال : وقال الفارسي : الإيمان لا يتعدى إلى مفعولين ، فلا يتعلق أيضا بجارّين ، وقد تعلّق بالجار المحذوف من قوله : (أَنْ يُؤْتى) فلا يتعلق باللام في قوله : (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) إلا أن يحمل الإيمان على معناه فيتعدى إلى مفعولين ، ويكون المعنى : ولا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم كما تقول : أقررت لزيد بألف ، فتكون اللام متعلقة بالمعنى ولا تكون زائدة على حدّ (رَدِفَ لَكُمْ) ، (وإِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ). قال السمين : فهذا تصريح من أبي علي بأنه ضمّن آمن معنى أقرّ. الدّر المصون (٣ / ٢٥١ ، ٢٥٢) ، وانظر قول الفارسي في الحجة (٢ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨).
(٢) سورة النمل ، الآية : ٧٢.
(٣) يقال : آمن به ، وآمن له. أي صدّق : انظر الغريبين (١ / ٩٣) ، والقول بأن اللام زائدة هو قول ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٥١١).
وانظر : مشكل إعراب القرآن (١ / ١٦٢) تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٣٢) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٥٤) والدر المصون (٣ / ٢٥٠).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٧٣.
(٥) أي على هذا القول السابق الذي فيه (تؤمنوا) بمعنى تقرّوا.