سئل عن علم فكتمه ...» الخبر (١) ، وعنى بالآية كتمانه مع وجوب إظهاره : فأما صيانة الحكمة عمن لا يستحقها ؛ إما لقصوره عن الوقوف عليها ، أو خوفا أن يجعلها ذريعة إلى فساد ، فذلك واجب (٢) ، وقوله : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي تعرفون الحق
__________________
(١) أخرجه أبو داود ـ كتاب العلم ـ باب «كراهية منع العلم» رقم (٣٦٥٨) ، والترمذي ـ كتاب العلم ـ باب «ما جاء في كتمان العلم» رقم (٢٦٤٩) ، وابن ماجه ـ في المقدمة ـ باب «من سئل عن علم فكتمه» رقم (٢٦٦) ، وأحمد في المسند (٢ / ٢٦٣ ، ٣٠٥ ، ٣٤٤ ، ٣٥٣ ، ٤٩٥) ، والطيالسي رقم (٢٥٣٤). وابن أبي شيبة (٩ / ٥٥) رقم (٦٥٠٤). والطبراني في الأوسط رقم (٢٢٩٠ ، ٣٣٢٢ ، ٣٥٢٩ ، ٣٩٢١) وفي الصحيحين رقم (١٦٠ ، ٣١٥ ، ٤٥٢). وابن حبان رقم (٩٥). والحاكم في المستدرك (١ / ١٠١) من طرق عن أبي هريرة ، وقال : هذا حديث تداوله الناس بأسانيد كثيرة تجمع ويذاكر فيها. وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وسكت عنه الذهبي. وقال الترمذي : إسناده حسن. وقال العقيلي في الضعفاء (١ / ٧٤) : إسناده صالح. وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» ص (١١) : والحديث وإن لم يكن في نهاية الصحة ، لكنه صالح.
(٢) ولذلك قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : حدّثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذّب الله ورسوله. ذكره البخاري في كتاب العلم ، باب من خصّ بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا. بدون إسناد. وقال الحافظ في الفتح : ومثله قول ابن مسعود : «ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة» رواه مسلم. قال : وممن كره التحديث