عن إيجاد الصورة التي بها صار الإنسان إنسانا (١) ، وعلى هذا قال : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٢) فالمقول له الجسد ، وقد تقدم الكلام في كن (٣) ، إن قيل : لم قال : (فَيَكُونُ) ولم يقل فكان؟ قيل : يكون عبارة عن حال كونه ، وحكاية الحال هكذا يخرج نحو قولهم : فلان قال أمس كذا فيفعل به كذا (٤) ، إن قيل : لم رفع يكون ولم ينصب على جواب الأمر؟ قيل : جواب الأمر يجب أن يكون غيره ، نحو : ائتني
__________________
ـ من قبل رأسه ، فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما ...» الخبر وذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (١ / ٧٢ ، ٧٣) هذا الخبر من رواية ابن جرير وقال : وهذا الإسناد إلى ابن عباس يروي به تفسير مشهور. وقد روى هذا الخبر مختصرا أبو الشيخ في كتاب العظمة عن أنس أيضا وأبي بصرة ص (٣٧٣ ، ٣٧٤) رقم (١٠٣٣ ، ١٠٣٨).
(١) انظر : الوسيط (١ / ٤٤٣) ، والكشاف (١ / ٣٦٨) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٢) ، وقد نقل أبو حيان عبارة الراغب ، ونسبها إليه.
(٢) سورة النحل ، الآية : ٤٠.
(٣) انظر : الرسالة ص (٥٦٧ ، ٥٦٨).
(٤) قال السمين الحلبي : وقوله : «فيكون» يجوز أن يكون على بابه من كونه مستقبلا. والمعنى : فيكون كما يأمر الله ، حكاية للحال التي يكون عليها آدم. ويجوز أن يكون «فيكون» بمعنى : «فكان» ، وعلى هذا أكثر المفسرين والنحويين ، وبهذا فسّره ابن عباس رضي الله عنه. الدر المصون (٣ / ٢٢٠ ، ٢٢١). وانظر : جامع البيان (٦ / ٤٧٢). وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٨٢) والكشاف (١ / ٣٦٨) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٢).