فأكرمك ، وتقديره : ائتني فإنك إن تأتني أكرمك ، ولو جعل (١) فيكون جوابا لكان ، تقديره كن ، فإنك إن تكن تكن ، وهذا لا يصح / لأن معنى الجواب معنى الشرط ، وإذا رفع فتقديره : فهو يكون.
قوله عزوجل : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(٢) الامتراء : استخراج الرأي للشك العارض ، ويجعل عبارة عن الشك (٣) ، وإنما قال : (فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ولم يقل ممتريا ، ليكون فيه ذمّ من شك في عيسى (٤) ، وقوله (الْحَقُ) خبر مبتدأ محذوف (٥) ، أو مبتدأ وخبره من ربك (٦) ، ونبّه أن الحق في
__________________
(١) في الأصل (ولو جعك) وهو من خطأ الناسخ والصواب ما أثبته.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٦٠.
(٣) انظر : جامع البيان (٦ / ٤٧٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٢) ، ومجمل اللغة ص (٦٦٣) ، وغريب القرآن لأبي بكر السجستاني ص (٤٣٤). والمفردات ص (٧٦٦) ، والبحر المحيط (٢ / ٥٠٢) ، وقد نقل أبو حيان كلام الراغب عن الامتراء ، ونسبه إليه.
(٤) نقل أبو حيان هذه العبارة كذلك ، ونسبها للراغب. البحر المحيط (٢ / ٥٠٢).
(٥) وهذا اختيار الفراء كما في معاني القرآن (١ / ٢٢٠). وانظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٢٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٨٢) ، وإعراب القرآن لمكي (١ / ١٦١).
(٦) انظر : البحر المحيط (٢ / ٥٠٢) ، والدر المصون (٣ / ٢٢٢ ، ٢٢٣).