فوقهم : أي يوم القيامة في الجنة ، إذ هم في الغرفات آمنون ، / والذين كفروا في أسفل السافلين ، وحينئذ تتعلق [إلى](١) بما (٢) تقدّم (٣) ، وقد تقدّم الكلام في الرجوع إلى الله.
قوله عزوجل : (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ)(٤) تعذيب الله الكفار
__________________
ـ بذلك نبيهم عن ربهم عزوجل في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) [النور : ٥٥] فلهذا لما كانوا هم المؤمنين بالمسيح حقّا سلبوا النصارى بلاد الشام ، وألجأوهم إلى الروم ، فلجأوا إلى مدينتهم القسطنطينية ، ولا يزال الإسلام وأهله فوقهم إلى يوم القيامة ...» تفسير القرآن العظيم (١ / ٣٤٦ ، ٣٤٧).
(١) ساقطة من الأصل والسياق يقتضيها.
(٢) في الأصل : (كما) والصواب ما أثبته.
(٣) قال أبو حيان : «الظاهر أن «إلى» تتعلق بمحذوف ، وهو العامل في «فوق» وهو المفعول الثاني لجاعل ، إذ معنى «جاعل» هنا : مصير ، فالمعنى : كائنين فوقهم إلى يوم القيامة. وهذا على أن الفوقية مجاز. وأما إن كانت الفوقية حقيقة ، وهي الفوقية بالجنة ، فلا تتعلق «إلى» بذلك المحذوف ، بل بما تقدم من «متوفيك» أو من «رافعك» أو من «مطهرك» ، إذ يصح تعلقه بكل واحد منها». انظر : البحر المحيط (٢ / ٤٩٨) ، والدر المصون (٣ / ٢١٤).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٥٦.