عنى ببياض ثيابهم نقاء نفوسهم (١) ، نحو (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ)(٢) ، وقولهم : فلان طاهر الثوب ، وفي ضده : دنس الثوب ، وقيل : كانوا قصّارين (٣) يبيعون الثياب (٤) ، وقال بعضهم : عنى أنهم كانوا يطهّرون نفوس الناس (٥) ، وقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «الزبير (٦) ابن عمتي وحواريّ» (٧) تشبيها بهم ، وقول أبي عبيدة : الحواريون صفوة
__________________
ـ يوسف ظلما سنة ٩٥ ه. انظر : سير أعلام النبلاء (٤ / ٣٢١) ، والتقريب ص (٢٣٤) ، والتهذيب (٤ / ١١) ، وطبقات المفسرين (١ / ١٨٨).
(١) ذكر هذا القول الماوردي في النكت والعيون (١ / ٣٩٥) ونسبه لقتادة.
(٢) سورة المدثر ، الآية : ٤.
(٣) القصّار والمقصّر : محوّر الثياب ومبيّضها. انظر : تاج العروس (١٣ / ٤٣١).
(٤) وهو قول ابن أبي نجيح انظر : جامع البيان (٦ / ٤٥٠) والنكت والعيون (١ / ٣٩٥) ، وزاد المسير (١ / ٣٩٤).
(٥) قال ابن عطية : «والحواريون قوم مرّ بهم عيسى عليهالسلام ، فدعاهم إلى نصره واتباع ملته فأجابوه ، وقاموا بذلك خير قيام وصبروا في ذات الله» المحرر الوجيز (٣ / ١٠١) وهذا هو أقرب ما وجدت لما ذكر الراغب.
(٦) هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنّة ، أمّة صفية بنت عبد المطلب عمّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أسلم بمكة ، وشهد المشاهد كلها ، قتل سنة ٣٦ ه بعد منصرفه من وقعة الجمل وعمره ست وستون سنة. انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٤١) ، والإصابة (٢ / ٤٥٧) ، والتقريب ص (٢١٤).
(٧) أخرجه البخاري ، كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب الزبير ، رقم (٣٧١٩) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل طلحة