فأصبته بحاستي (١) نحو : عنته ويديته (٢) أي أصبته بهما ، فأما حسست ، فنحو علمت وفهمت ، وأمّا (٣) حسيت فبقلب إحدى السينين ياء ، وأما أحست فبحذف إحداهما نحو : ظلت في ظللت (٤) ، وكلا اللغتين تحريا للتخفيف (٥) ، وإنما قال : (فَلَمَّا أَحَسَ) دون علم تنبيها / أنه ظهر منهم الكفر ظهورا باديا لذي الحاسة فضلا لذي العقل (٦) ، وقوله : (إِلَى اللهِ) أي
__________________
ـ الإفناء والقتل. حسست وحسست : في معنى العطف والرقة. أحسست وأحسست وأحسيت وحسيت : الخبر وبالخبر علمت. انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢١٦ ، ٢١٧).
(١) يبدو أنه أخذ هذا من قول ابن السكّيت (الحسّ ... : مصدر حسست الدابّة ، تهذيب اللغة (٣ / ٤٠٥) ، والمشوف المعلم (١ / ١٩٠).
(٢) الغالب على (يديته) ضربت يده لا ضربته بيدي ، ولعله أخذه من قولهم «إن فلانا لذو حال ييدي به ويبوع أي يبسط به يده وباعه». انظر : تهذيب اللغة (١٤ / ٢٤٠) ، وأساس البلاغة ص (٥١٢).
(٣) في الأصل «فأما» والمناسب للسياق ما أثبته.
(٤) انظر : المنصف (٣ / ٨٤) ، وشرح التصريح على التوضيح (٢ / ٣٩٧).
(٥) انظر : معنى «حس» في : العين (٣ / ١٥) ، ومعاني القرآن للأخفش (١ / ٤٠٩) ، ومعاني القرآن للفراء (١ / ٢١٦ ، ٢١٧) ، ومجاز القرآن (١ / ٩٤) ، ومجالس ثعلب (٢ / ٤١٨) ، وجامع البيان (٦ / ٤٤٣) ، ومعاني القرآن للزجاج (١ / ٤١٦) ، والمفردات ص (٢٣١ ، ٢٣٢).
(٦) انظر : الكشاف (١ / ٣٦٥).