قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تفسير الراغب الأصفهاني [ ج ١ ]

    تفسير الراغب الأصفهاني [ ج ١ ]

    540/839
    *

    الْمِحْرابِ) تنبيه أنه قل ما يأتي الإنسان توفيق وفيض إلهي إلا بالالتجاء إليه (١). والحصور : يقال تارة في معنى المفعول ، وتارة في معنى الفاعل ، فيجوز أن يكون هو الذي حصر نفسه ، ويجوز أن يقال حصره علمه وعقله (٢) ، وقد روي أنه كان ممنوعا من قبل الله تعالى عن النساء ، وأنه كان معه مثل هدب الملاءة (٣) ،

    __________________

    بالحلول والاتحاد. انظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٠ / ٣٦٩) ، واللمع للطوسي ص (٤٠ ـ ٤١) ، والتعرف للكلاباذي ص (١٠).

    (١) انظر : لطائف الإشارات للقشيري (١ / ٢٥٢) حيث قال : «وفيه إشارة إلى أن من له إلى الملوك حاجة فعليه بملازمة الباب إلى وقت الإجابة ، ويقال : حكم الله سبحانه أنه إنما يقبل بالإجابة على من هو معانق لخدمته ، فأمّا من أعرض عن الطاعة ألقاه في ذلّ الوحشة».

    (٢) انظر : العين (٣ / ١١٣) ، ومجاز القرآن (١ / ٩٢) ، ومعاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٠٦ ، ٤٠٧) ، والمفردات ص (٢٣٨) والبحر المحيط (٢ / ٤٦٧).

    (٣) كان معه مثل هدب الملاءة : أي أن متاعه رخو مثل طرف الثوب ، لا يغني عن النساء شيئا. انظر : النهاية في غريب الحديث (٥ / ٢٤٩).

    وهذا الأثر روي مرفوعا وموقوفا ، أما المرفوع فقد أخرجه ابن جرير الطبري (٦ / ٣٧٧) وابن أبي حاتم (٢ / ٦٤٣) عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقال الحافظ ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (١ / ٣٤١) غريب جدّا ، والموقوف أصح إسنادا من المرفوع.

    وروي موقوفا عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن مسعود ، وهو قول سعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ،