مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) ليس براجع إلى الملك ، وإنما معناه : من يشاء بطاعته ، ويذلّ من يشاء بمعصيته (١) ، والأظهر أن يكون ذلك عامّا في كل عزّ وذلّ دنيويّا كان أو أخرويّا (٢) ، إن قيل : كيف قال : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) والخير والشر بيده؟ فقيل في ذلك أجوبة :
الأول : أراد الخير والشر (٣) ، لكن الآية لما كانت في الحمد والشكر لا للحكم ذكر الخير ، إذ هو المشكور عليه (٤) ، وعلى ذلك
__________________
ـ والنكت والعيون (١ / ٣٨٤) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٧).
(١) ذكر المفسرون هذا القول ، ولم ينسبوه لأحد. انظر : النكت والعيون (١ / ٣٨٤) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٠٧) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٧).
(٢) يؤيد ذلك ما ذكره أبو حيان في البحر المحيط ، فبعد أن ذكر أقوال المفسرين في تفسير الإعزاز والإذلال التي تجاوزت العشرة ، قال : «وينبغي حمل هذه الأقاويل على التمثيل ، لأنه لا مخصّص في الآية ، بل الذي يقع به العز والذل مسكوت عنه». انظر : البحر المحيط (٢ / ٤٣٧) ، وروح المعاني (٣ / ١١٤).
(٣) انظر هذا القول في : تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٠٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٤) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٥٠) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٥٥) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٨) ، وروح المعاني (٣ / ١١٥).
(٤) نقل أبو حيان هذه الجملة في البحر المحيط (٢ / ٤٣٨) ، ونسبها للراغب.