«إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك ، إن الرجل إذا ملك زهّده الله فيما في يده ، ورغّبه فيما في يد غيره ، ونقصه شطر أجله وأشرب (١) قلبه الإشفاق ، فهو يحسد على القليل ، ويتسخّط الكثير ، فإذا وجبت نفسه حاسبه الله فأشدّ حسابه وأقلّ غفره» (٢) وقال بعض المفسرين : أمر نبيه في هذه الآية أن يدعوه ، بأن يحوّل عزّ فارس إلى العرب (٣) ، وخصّص الملك بالنبوة ، فقال معناه : تؤتي النبوة من تشاء وتصرفها عمن تشاء (٤). وقيل قوله : (تُعِزُّ
__________________
ـ وستون سنة ، صحب النبي صلىاللهعليهوسلم قبل البعثة ، وسبق إلى الإيمان به ، واستمر معه طول إقامته بمكة ، ورافقه في الهجرة وفي الغار وفي المشاهد كلها إلى أن مات.
انظر : التهذيب (١ / ٣١٥) ، التقريب ص (٣١٣) ، الإصابة (٣ / ١٤٤).
(١) في الأصل (وأشرف) والتصويب من محاضرات الأدباء ص (٧٤).
(٢) انظر : محاضرات الأدباء ص (٧٤) ، وقد ذكر أنه لما تولى الخلافة خطب فقال هذا الكلام ، ولم أقف عليه عند غير الراغب.
(٣) روى ذلك قتادة فقال : ذكر لنا أن نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم سأل ربّه جلّ ثناؤه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله عزوجل : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) إلى (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٣٠٠) ، وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٢٤) ، وانظر : النكت والعيون (١ / ٣٨٤) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٧).
(٤) وهو قول ابن عباس وابن جبير ومجاهد والحسن ، انظر : جامع البيان (٦ / ٣٠٠ ، ٣٠١) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٢ / ٦٢٤ ، ٦٢٥) ،