إياه (١) ، وقوله : (الَّذِينَ أُوتُوا) وإن كان لفظه عامّا فمعناه خاص ، لأنه ليس كلهم فعلوا ذلك ، ألا ترى إلى قوله : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)(٢) ، (٣) إن قيل : لم قال : (مِنَ الْكِتابِ) ، ثم قال : (كِتابِ اللهِ) ، وهل الأول هو الثاني أم غيره؟ قيل : قد قال بعضهم : الأول والثاني
__________________
ـ الكوفي متّهم بالكذب ، واتفق العلماء على عدم الاحتجاج بحديثه.
انظر : التقريب ص (٤٧٩). وانظر : بحر العلوم (١ / ٢٥٦) ، والنكت والعيون (١ / ٣٨٣) ، وأسباب النزول للواحدي ص (١٠٠) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٦). والتفسير الكبير (٧ / ١٨٨) ، وروح المعاني (٣ / ١١١) ، والمشهور أن الآية التي نزلت في قصة رجم اليهوديين هي قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٤] ، وسوف يأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله.
(١) وهذا قول قتادة رحمهالله ، فقد أخرج ابن جرير في جامع البيان (٦ / ٢٩٠) وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٢٣) وابن المنذر في تفسيره (ق ـ ١٥ ـ مخطوط) عن قتادة في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) الآية قال : هم اليهود ، دعوا إلى كتاب الله وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم ، ثم يتولون وهم معرضون. وهو قول مقاتل بن سليمان أيضا ، انظر : بحر العلوم (١ / ٢٥٦) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٧) والبحر المحيط (٢ / ٤٣٤).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١١٣.
(٣) أشار إلى ذلك ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٢٩٠) وذكره الرازي في التفسير الكبير (٧ / ١٨٨).