قوله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ)(١) الحكم : القضية التي تردع المبطل ، ومنه حكمة اللجام (٢) ، والآية تتناول اليهود والنصارى وإن كانت واردة في اليهود ، قال ابن عباس : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى جماعة من اليهود فدعاهم ، فقالوا : على أي ملة أنت يا محمد؟ قال : «على ملّة إبراهيم» فقالوا : إن إبراهيم كان يهوديّا. فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣) ، وقيل : كان ذلك في سبب اليهوديين اللذين رجمهما النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقالت اليهود : إن ذلك ليس في التوراة ، فأكذبهم النبي صلىاللهعليهوسلم ، ودعا بالتوراة ، فقرأ منها آية الرجم (٤) ، وقيل : كان في سبب نبوته وتكذيبهم
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٢٣.
(٢) حكمة لجام الفرس : ما أحاط بحنكيه ، سمي به لأنها تمنعه من الجري.
انظر : العين (٣ / ٦٧) ومقاييس اللغة (٢ / ٩١) والمخصص (٦ / ١٨٩) ، والمفردات ص (٢٤٨).
(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (٦ / ٢٨٨ ، ٢٨٩) وابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٢ / ٦٢٢) ، وانظر : معالم التنزيل (٢ / ٢١) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٤٨) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٦) ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٤ / ٥٠).
(٤) ورد ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، ولكنه من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه. والكلبي هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر