واحد ، وهما التوراة ، لقوله تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها)(١) الآية ، وذكرها باللفظين تعظيما لها (٢) ، وقيل : عنى بالأول التوراة ، وبالثاني القرآن وغيره من كتبه ، تنبيها أن كل كتاب يقضي بصحة ما هو فيه (٣).
وقيل : عنى بالذين أوتوا الكتاب : الذين أعطوا حظّا من المعرفة بكتاب الله ، أي كتاب كان من كتبه (٤). إن قيل : هل بين التولّي
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٩٣.
(٢) وهو قول ابن عباس وعكرمة رضي الله عنهما. انظر : جامع البيان (٦ / ٢٨٨ ، ٢٨٩) وتفسير ابن أبي حاتم (٢ / ٦٢٢) ، ورجحه الطبري (٦ / ٢٩٢) ، وقال ابن الجوزي : وهو قول الأكثرين. انظر : النكت والعيون (١ / ٣٨٢) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢١) والمحرر الوجيز (٣ / ٤٧) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٧). والبحر المحيط (٢ / ٤٣٤) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٥٣).
(٣) وهو قول الحسن وقتادة وابن جريج ، انظر : النكت والعيون (١ / ٣٨٢) ، وتفسير السمعاني (١ / ٣٠٥) ، والوسيط (١ / ٤٢٤) ، وتفسير البغوي (٢ / ٢١) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٤٧) ، وزاد المسير (١ / ٣٦٧) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٣٤) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٥٣).
(٤) ذكر هذا القول أبو حيان في البحر المحيط (٢ / ٤٣٤) وقال : قاله ابن عطية ، وبدأ به الزمخشري. أه. وبعد الرجوع إلى الكشاف وجدت أن الزمخشري بدأ بقول الأكثرين ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنه ، ثم ذكر هذا القول بعده. انظر : الكشاف (١ / ٣٤٨) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٤٧) ، وأنوار