وبيّن بقوله : (وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ)(١) أنهم قد عرفوا ذلك وينبئون عنه ، فإن الأدلة التي يذكرها العلماء ، وتأتي بها الملائكة والأنبياء شهادة منهم ، فحثّهم الله تعالى بهذا القول على التأمّل ، ليعرفوا صحة ما شهدوه (٢) ، وكذا الآية كأنه [قال](٣) لنبيّه : لا تستوحش من تكذيب الكافرين / لك ، فقد أبدى الله عزوجل من الآيات ما ينبئ أنه تعالى شاهد لك بصدق دعواك. وقوله : (قائِماً بِالْقِسْطِ) أي هو تعالى مراع للعدالة بكل حال ، وذلك حال مؤكّدة (٤).
__________________
ـ كلّ شيء كما نطق بالشهادة له. انظر : المفردات ص (٤٦٦).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨.
(٢) قال الراغب في المفردات : وشهادة الملائكة بذلك هو إظهارهم أفعالا يؤمرون بها ، وهي المدلول عليها بقوله : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) [النازعات : ٥] ، وشهادة أولي العلم : اطلاعهم على تلك الحكم وإقرارهم بذلك. انظر : المفردات ص (٤٦٦). وقال الماوردي في النكت والعيون (١ / ٣٧٩): «وأما شهادة الملائكة وأولي العلم ، فهي اعترافهم بما شاهدوه من دلائل وحدانيته».
(٣) ليست في الأصل والسياق يقتضيها.
(٤) انظر : إعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٦٢) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٥٢) ، والكشاف (١ / ٣٤٣) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٤١) ، والتفسير الكبير (٧ / ١٧٩) ، والبحر المحيط (٢ / ٤٢٠). والحال المؤكدة هي التي تبين كيفية أزلية أي دائمة مستمرة. وصاحب الحال في الآية : (هُوَ) من قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) كما ذكره مكي. انظر : إعراب القرآن