فإن شاهد الصبح في جماعة يستحق الصبح (١).
قال عزوجل : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٢) الشاهد بالشيء يقتضي حضوره بعلمه ، والإنباء عنه ، والحكم بما عليه ، ولهذا تفسّر الشهادة (٣) تارة بالحضور ، وتارة بالعلم ، وتارة بالإعلام ، وتارة بالحكم (٤). إن قيل : ما وجه قوله : (شَهِدَ اللهُ) وقوله : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ)(٥) ، وشهادة المدعي بما يدعيه لا تقتضي زيادة على دعواه ، مع أن هذه الشهادة
__________________
ـ والعيون (١ / ٣٧٨) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٢ / ٤١٩) ، والألوسي في روح المعاني (٣ / ١٠٢).
(١) قال أبو حيان : وهذا الذي فسّروه كلّه متقارب. البحر المحيط (٢ / ٤١٩). وقال ابن جرير الطبري : «وأولى هذه الأقوال بتأويل قوله : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) قول من قال : هم السائلون ربهم أن يستر عليهم فضيحتهم بها ، وأظهر معاني ذلك أن تكون مسألتهم إياه بالدعاء ، وقد يحتمل أن يكون معناه : تعرضهم لمغفرته بالعمل والصلاة ، غير أن أظهر معانيه ما ذكرنا من الدعاء». انظر : جامع البيان (٦ / ٢٦٧).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٨.
(٣) في الأصل : (بالشهادة) والصواب ما أثبته.
(٤) انظر : معاني الشهادة في : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٣٨٥) ، والمفردات ص (٤٦٥) ، وبصائر ذوي التمييز (٣ / ٣٥٠).
(٥) سورة النساء ، الآية : ١٦٦.