ثم يستدل لها بما يسوقه من روايات عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو بذلك يشير إلى أن أقوال هؤلاء في التفسير لا تخرج عما جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم في السنة الصحيحة.
وقد امتاز منهج البغوي عن منهج الراغب في الاستشهاد بأقوال الصحابة والتابعين من جهة أنه روى هذه الأقوال من حفظه مسندة إلى أصحابها ، ومع أنه حذف الأسانيد في تفسيره ، إلا أنه ذكرها في مقدمة كتابه ، حيث قال : «وما نقلت فيه من التفسير عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ حبر هذه الأمة ، ومن بعده من التابعين وأئمة السلف مثل مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء بن أبي رباح ، والحسن البصري ، وقتادة وأبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، وزيد بن أسلم والكلبي ، والضحاك ، ومقاتل بن حيّان ، ومقاتل بن سليمان ، والسّدّي ، وغيرهم ، فأكثرها مما أخبرنا به الشيخ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي الخوارزمي ، فيما قرأته عليه ، عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي عن شيوخه رحمهمالله».
ثم عدّد البغوي أسانيد أبي إسحاق الثعلبي إلى هؤلاء الأئمة الذين ذكرهم ، ثم قال : «فهذه أسانيد أكثر ما نقلته عن هؤلاء الأئمة ، وهي مسموعة من طرق سواها ، تركت ذكرها حذرا من الإطالة ، وربما حكيت عنهم وعن غيرهم من الصحابة أو التابعين قولا سمعته بغير هذه الأسانيد ، بل أذكر أسانيد بعضها في موضعه