وليس لأحد أطول من تفسيره ، وحدّث عنه ثقات من الناس ، ورضوه في التفسير ، وأما في الحديث ففيه مناكير» (١).
وقد دعم البغوي رواية الكلبي برواية أخرى قال : «وقال محمد بن إسحاق عن رجاله ، ورواه سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أيضا : أنه لما أصاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قريشا ببدر ورجع إلى المدينة ، جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال : «يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر ، وأسلموا قبل أن ينزل بكم مثل ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبيّ مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم» فقالوا : يا محمد! لا يغرّنك أنك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب ، فأصبت منهم فرصة ، وإنا والله لو قاتلناك لعرفت أنّا نحن الناس ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ)(٢). والمستفاد من ذلك هو اهتمام البغوي بذكر أسباب النزول ، شأنه في ذلك شأن الراغب ، إلا أنه امتاز عن الراغب بذكر مصدر الرواية ، وإن كان لم يستطع التخلّص من الروايات الضعيفة ، لأن أغلب الروايات في ذلك ليس لها إسناد قائم.
٥ ـ أقوال الصحابة والتابعين :
وكعادة أصحاب التفسير بالمأثور اهتم البغوي بذكر أقوال الصحابة والتابعين في التفسير ، وكانت عادته أن يبدأ بذكر أقوالهم
__________________
(١) تهذيب التهذيب (٣ / ٥٧٠).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٢.