(فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) إلى قوله : (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)(١). يذكر ابن عطية قولين في سبب نزول الآية ، ثم يقول بعد ذلك : «وعلى التعليقين فالكلام عام اللفظ خاصّ المعنى ، لأنا نقطع أن الله تبارك وتعالى قد أراد من بعض خلقه ألا يطيعوا» (٢).
وعند قوله تعالى : (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) إلى قوله : (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً)(٣).
قال ابن عطية : «والآية تتناول المؤمنين والأسرى وحواضر الشرك إلى يوم القيامة» (٤). أي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وهو بذلك يتفق مع الراغب ، كما أوضحت عند الحديث عن هذه المسألة من منهجه.
٥ ـ الاستشهاد بأقوال الصحابة والتابعين :
وكما اعتنى الراغب الأصفهاني بذكر أقوال كبار الصحابة والتابعين ، فإننا نجد مزيدا من تلك العناية عند ابن عطية ، مما يدلّ على تفوقه على الراغب في معرفة أقوال المفسرين من الصحابة والتابعين ، وإحاطته بها.
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٦٢ ، ٦٣.
(٢) تفسير ابن عطية (٤ / ١٦٤ ، ١٦٥).
(٣) سورة النساء ، الآيتان : ٧٤ ، ٧٥.
(٤) تفسير ابن عطية (٤ / ١٧٦).