أما الراغب الأصفهاني فقد ردّ على المعتزلة في هذا الموضع ، وبيّن ضعف قولهم ورجّح قول أهل السّنّة (١).
رابعا : مسائل الفقه بين الزمخشري والراغب :
ذكرت عند الحديث عن منهج الراغب في مسائل الفقه : أن أحدا من المصنفين لم يدرج الراغب ضمن مذهب فقهي معين ، ومع ذلك فقد تعرّض الراغب لكثير من المسائل الفقهية ، وتكلم فيها بما يدل على معرفة تامة بمذاهب الفقهاء ، واختلاف أقوالهم ، وكان في الغالب يرجّح قولا من هذه الأقوال ، وكان ينتصر في كثير من الأحيان للمذهب الشافعي ، ويؤيد القياس الشرعي المبني على الاجتهاد والاستنباط.
أما الزمخشري فهو حنفي المذهب ، صرح بذلك في قوله :
وأسند ديني واعتقادي ومذهبي |
|
إلى حنفاء أختارهم وحنايفا |
حنيفية أديانهم حنفية |
|
مذاهبهم لا يبتغون الزعانفا (٢) |
ويقول كذلك مادحا مذهبه متعصّبا له : «رضي الله عن العلماء الخاشين من الله وحسابه .. جمعوا إلى الدين الحنيفي العلم الحنفي» (٣).
__________________
(١) انظر هذه الرسالة (ص ١٢٦٦ ـ ١٢٦٩).
(٢) انظر : منهج الزمخشري في تفسير القرآن للدكتور مصطفى الصاوي الجويني (ص ١٧٩).
(٣) المصدر السابق (ص ١٧٩).