(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ)(١). (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)(٢). (لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ)(٣). (أَمَرْنا مُتْرَفِيها)(٤). فانظر كيف جعل قوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) الذي يدل عنده على نفي رؤية الله تعالى هو المحكم ، وجعل قوله تعالى : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) متشابها.
٢ ـ القراءات :
تميز الزمخشري عن الراغب في باب القراءات من حيث كثرة القراءات التي أوردها في كتابه ، وكذلك في أنه كان كثيرا ما يذكر صاحب القراءة بخلاف الراغب ، الذي لم يكن يذكر أصحاب القراءات. فعند قوله تعالى : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ)(٥). قال الزمخشري : يرى المشركون المسلمين مثلي عدد المشركين ... والدليل عليه قراءة نافع : (ترونهم) ... وقرأ ابن مصرف (يرونهم) على البناء للمفعول بالياء والتاء (٦).
وعند قوله تعالى : (وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا)(٧) قال : بمعنى وضمّها إليه ، وجعله كافلا لها وضامنا لمصالحها ، ويؤيدها قراءة أبيّ
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية : ١٠٣.
(٢) سورة القيامة ، الآية : ٢٣.
(٣) سورة الأعراف ، الآية : ٢٨.
(٤) سورة الإسراء ، الآية : ١٦ ، وانظر : الكشاف (١ / ٣٣٧ ، ٣٣٨).
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٣.
(٦) انظر : الكشاف (١ / ٣٤١).
(٧) سورة آل عمران ، الآية : ٣٧.