وَرابِطُوا)(١). ذكر قوله تعالى : (.. وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ)(٢).
ط ـ والزمخشري قد يفسر الآية بذكر نظائرها كما فعل الراغب ، فعند قوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)(٣) ، قال : وقد كرّر ذلك في القرآن : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)(٤) ، (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ)(٥). (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ ..) الآية (٦).
وقد يبدو الأمر طبيعيّا إذا كانت الآيات القرآنية لا تمس مذهب الزمخشري الاعتزالي ، أما إذا كانت تمس مذهبه الاعتزالي كآيات الصفات ، فإنه يجعلها من المتشابهات ، ويردها إلى الآيات المحكمات ، التي يرى أنها توافق مذهبه. قال الزمخشري في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ)(٧) : «(محكمات) : أحكمت عبارتها ، بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه. (متشابهات) : محتملات. (هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) أي أصل الكتاب ، تحمل المتشابهات عليها وتردّ إليها. ومثل ذلك :
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٢٠٠ ..
(٢) سورة الأنفال ، الآية : ٦٠ ، وانظر : الكشاف (١ / ٤٦٠).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٢٨.
(٤) سورة المائدة ، الآية : ٥١.
(٥) سورة المائدة ، الآية : ٥١.
(٦) سورة المجادلة ، الآية : ٢٢ ، وانظر : الكشاف (١ / ٣٥١).
(٧) سورة آل عمران ، الآية : ٧.