المحور السابع : مسائل الفقه في تفسير الراغب
حفل القسم المحقق من تفسير الراغب الذي تضمنته هذه الرسالة بكثير من مسائل الفقه ، التي أورد الراغب فيها أقوال الفقهاء ، إلا أن أغلب المهتمين بتراث الراغب الأصفهاني لم يدرجوه ضمن مذهب فقهي معين ، وحجتهم في ذلك أنه لم يصرّح بمذهبه الفقهي ، ولم يستخدم عبارات أرباب المذاهب الفقهية مثل : قال أصحابنا ، أو ذهب أصحابنا إلى كذا. وكذلك ، لأن المصنفين في طبقات المذاهب لم يجعله أي منهم ضمن طبقات ورجال مذهبه.
وأيّا ما كان الأمر ، فإننا سوف نعرض لبعض الملامح التي تشير إلى طريقة الراغب الأصفهاني في عرض المسائل الفقهية ، وذلك من خلال الأمثلة التي تضمنها هذا القسم من تفسير الراغب :
أولا : عناية الراغب بأقوال الفقهاء :
تشير بعض عبارات الراغب ونقولاته إلى عنايته بكلام الفقهاء وأقوالهم ، فعند قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١) قال الراغب بعد أن ذكر شروط الاستطاعة وحدودها : «ولم تتناول الآية العبد ، لأنه لا ملك له في قول جلّ الفقهاء ، وفي قول بعضهم : سيده أولى بما في يده ، وله أن يمنعه باتفاق ، وكذا المرأة إذا لم يكن لها محرم ، هذا قول الفقهاء» (٢).
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٩٧.
(٢) الرسالة ص (٧٤٠).