ذلك بقراءة الحسن (أو جاؤوكم حصرة صدورهم)» (١).
٦ ـ والراغب لا يقوم بتضعيف القول ـ في الغالب ، إلا ويذكر علّة تضعيفه ـ مثال ذلك عند قوله تعالى : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ)(٢) نقل الراغب عن المبرد قوله : «لا يكون (أن) في كلامهم مقتضيا (للا) وإنما تقدير ذلك : كراهة أن يؤتى أحد ، وجعل المعنى كما تقدم.
وعقّب الراغب على كلام المبرد بقوله : «وهذا التقدير بعيد ، لأجل أن أحدا هنا يختصّ بالنفي وما في معناه وعلى تقديره ، ويكون مستعملا في الإيجاب. على أن بعض النحويين ذكروا أن أحدا هاهنا هو المستعمل في الإثبات في نحو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٣).
٧ ـ ومما يدل على أن الراغب لا يلجأ إلى تضعيف القول إذا كان هناك ما يشهد له ، ما ذكره عن الفرّاء في قوله تعالى : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)(٤) ، فقد ذكر الراغب أن قوله : (لَيْسُوا سَواءً) كلام تام ، أي لا يستوون. ثم قال : (أُمَّةٌ قائِمَةٌ) أي منهم أمة قائمة. ورأي الراغب هذا هو اختيار ابن جرير والزجاج والنحاس. ثم قال الراغب : «وقال الفرّاء : ذكر أمة قائمة وحذف الأخرى ، كقول الشاعر : فما أدري أرشد طلابها
__________________
(١) الرسالة ص (١٣٨٢).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٧٣.
(٣) سورة الإخلاص ، الآية : ١. وانظر الرسالة ص (٦٤٤ ، ٦٤٥).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١١٣.