وتقديره أم غي» ومع أن الراغب لا يرى هذا القول ، إلا أنه وجّهه قائلا : «وما قاله إنما يصح إذا جعل (أمة) بدلا من الضمير في (ليسوا) ، أو جعل الواو فيه كالواو في (أكلوني البراغيث) ويجعل (أمة) اسم ليس ، وتكون المفاضلة بين أمة قائمة وأمة غير قائمة» (١).
٨ ـ وقد يعرّض الراغب للقول ولا يضعفه ، ولكنه يختار غيره ، كما فعل مع قول الزجاج في قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٢) قال الراغب : «وقد قال الزجاج : لا تحسبن. مكرّر لطول القصة. قال : والعرب تعيد إذا طالت القصة حسبت وما أشبهها ، إعلاما أن الذي جرى متصل بالأول ، تقول : لا تظن زيدا إذا جاءك وكلمك بكذا فلا تظنه صادقا. وقيل : الفاء زائدة».
ثم قال الراغب : «والوجه في ذلك عندي أن قوله : لا تحسبن. على الخبر ، وتقدير الكلام فيه ، وذلك إشارة إلى يوم القيامة بعد أن يدخل الكفار النار ، ويقال لهم : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ)(٣). والمعنى : والله إنك لا تحسبهم حينئذ أنهم بمفازة من العذاب. أي لهم سبيل إلى الخلاص ، فلا تحسبنهم الآن ، وهذا نهي والأول خبر» (٤).
٩ ـ وقد يضعّف الراغب القول ـ أحيانا ـ دون ذكر سبب وعلة
__________________
(١) الرسالة ص (٨٠٤ ، ٨٠٦).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٨.
(٣) سورة المؤمنون ، الآية : ١٠٨.
(٤) الرسالة ص (١٠٣٤).