والادخار : افتعال من الذّخر ، وهو إعداد الشيء لنائبة .. والأكمه : الذي ولد أعمى (١).
٥ ـ وتظهر ثقافة الراغب بشكل ملحوظ حينما يستدل على ما يذكره من معاني المفردات بالآيات القرآنية والشعر العربي القديم ، فعند قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(٢) قال الراغب : البطانة في الثوب بإزار الظهارة ، ويستعمل لمن اختصصته كالشعار والدثار. ويقال : لبست فلانا إذا اختصصته. وعلى ذلك قوله : (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ)(٣) ، وألوت في الحاجة : قصّرت. وألوت فلانا ألوا أي أوليته تقصيرا بحسب الجهد .. (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ)(٤) أي لا يقصروا. آلى : أي حلف .. والخبال : الفساد الذي يلحق ذات الحيوان ، يقال : في قوائم الفرس خبل وخبال أي فساد من جهة الاضطراب ، وفلان مختبل الرأي. وقول زهير :
هنالك إن يستخلبوا المال يخلبوا
أي إن طلب المال منهم إفساد شيء من إبلهم فعلوا.
والعنت : تحري المشقة .. قال تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ)(٥) وأكمة عنوت : صعبة المسلك (٦).
__________________
(١) الرسالة ص (٥٧٠).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١١٨.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٧٨.
(٤) سورة النور ، الآية : ٢٢.
(٥) سورة البقرة ، الآية : ٢٢٠.
(٦) الرسالة ص (٨٢٠).