الصوت من الحلق .. والغرى : قطع الأديم» (١).
ومن الملاحظ في هذا المثال أن الراغب لا يكتفي ببيان معنى المفردة القرآنية في الآية ، بل يذكر استعمالاتها مطلقا على سبيل الحقيقة ، أو على سبيل الاستعارة والمجاز.
٣ ـ وعند قوله تعالى : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)(٢) ، قال الراغب : الولوج : الدخول في مضيق ، فهو أخصّ من الدخول. يقال : تولج الظبي ولولجه : بناء بين يدي فناء القوم كالمدخل إليه. واستعير الوليجة لبطانة الرجل كالدّخيل. وإيلاج الليل في النهار والنهار في الليل ، يتناول تعاقب أحدهما الآخر ، والزيادة من كلّ واحد منهما في الآخر ، وقد فسّر بهما (٣).
٤ ـ وعند قوله : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) إلى قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٤) مهّد الراغب لتفسير الآيتين بذكر بعض المعاني اللغوية ، فكان مما قال : الهيئة : الحالة المحسوسة التي تحدث للشيء ، والهيء : الحسن الهيئة. ومنها : أخذ المهايأة فيما يتراضى به على وجه التخمين.
والنفخ : جعل الريح في الشيء ومنه النفخة ، وعنه استعير نفخة الصور. والنفخة للورم تشبيها بما ينفخ فيه. والنفاخة : للحجاة.
__________________
(١) الرسالة ص (٤٨٥ ـ ٤٨٧).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٢٧.
(٣) الرسالة ص (٤٩٨ ، ٤٩٩).
(٤) سورة آل عمران ، الآيتان : ٤٨ ، ٤٩.