٦ ـ ويلجأ الراغب إلى كلام العرب أيضا عند ما تختلف عبارات المفسرين في المراد ببعض المفردات القرآنية ، فعند قوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)(١) قال الراغب : «البروج : بيوت في قصور ، وبها شبّه بروج السماء وسميت بها .. وقد حمل البروج في الآية على القصور ، فيكون معناه كقول الأسود ابن يعفر :
ولو كنت في غمدان يحرس بابه |
|
أراجيل أحبوش وأسود ألف |
إذا لأتتني حيث كنت منيتي |
|
يخبّ بها حاد لإثري قائف |
وحمل على بروج السماء ، فيكون كقول زهير :
ومن هاب أسباب المنية يلقها |
|
ولو نال أسباب السماء بسلّم |
فعلى هذا وصف البروج بالمشيّدة على طريق التشبيه» (٢).
٧ ـ ومن اهتمام الراغب بالمفردات ذكره اللغات المختلفة للمفردة ، مثال ذلك قوله : «ولدن : فيه لغات : قيل : لدن ، ولدن بضمتين ، ولدن بفتحتين ، ولدن بالسكون مع فتح اللام وضمه ، وقيل بكسر النون ، وقيل : لد بحذف النون ، ولدى» (٣).
وعند قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)(٤) قال الراغب : «وقيل : وفّى لغة نجد ، وأوفى لغة الحجاز ، وقيل :
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٧٨.
(٢) الرسالة ص (١٣٣٠ ، ١٣٣١).
(٣) الرسالة ص (٤٣٢ ، ٤٣٣).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٧٦.