أولا : بيانه للمفردات القرآنية :
أولى الراغب المفردات القرآنية عناية فائقة ، كخطوة أولى في تفسير النصّ القرآني ، إذ لا يمكن معرفة المراد بالآية دون فهم مفرداتها ، ولذلك فقد كان الراغب كثيرا ما يمهّد لتفسير الآية ببيان بعض مفرداتها اللغوية ، ومن ذلك :
١ ـ عند قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) إلى قوله : (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(١) بدأ الراغب تفسير هذه الآية بما يلي :
«الزيغ : الميل عن الاستقامة إلى حد الجانبين ، ومنه زاغ البصر ، وزاغت الشمس عن كبد السماء ، وزاغ قلبه. وزاغ وزال ومال تتقارب ، لكن زاغ لا تقال إلا فيما كان عن حقّ إلى باطل ..» (٢).
٢ ـ وعند قوله تعالى : (وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)(٣) قال الراغب : «الغرّ : الأثر الظاهر من الشيء ، ومنه الغرّة. والغرار : حدّ السيف اعتبارا بالأثر .. وغرّ الثوب أثر كسره ، يقال : اطو عليّ غرّه ، واستعير للخديعة ، فقيل : غرّه واغترّه .. وسمى الدنيا والشيطان غرورا ، لكونهما غارين للإنسان. والغرّ : المغرور. والغرر : الخطر المتقدم كأنه الذي به يغتر ، وأما غرّ الطائر الفرخ. فاستعارة من الصوت الذي يكون منه عند زقّه. والغرغرة : ترديد
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٧.
(٢) الرسالة ص (٤١٣).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٢٤.