لأتيته. وقال الأعمش : عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن ، حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وقال أبو عبد الله السّلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم له حيث قال : «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» (١) قال عبد الله بن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس .. فهذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود ، أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة ، وقد مات ابن مسعود رضي الله عنه في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح ، وعمّر بعده عبد الله بن عباس ستّا وثلاثين سنة ، فما ظنّك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟!» (٢).
ثم قال رحمهالله : «إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة ، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين : كمجاهد بن جبر ، فإنه كان آية في التفسير .. ولهذا كان سفيان الثوري يقول : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ، وكسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، والحسن البصري ، ومسروق بن الأجدع ، وسعيد بن المسيب ،
__________________
(١) أخرجها بهذا اللفظ أحمد في المسند (١ / ٢٦٦ ، ٣٢٨ ، ٣٣٥) ، وفي فضائل الصحابة رقم (١٨٥٨) ، وابن حبان رقم (٧٠٥٥ ـ إحسان) ، والطبراني في الكبير رقم (١٠٦١٤) ، وهو في الصحيحين دون زيادة «وعلمه التأويل» أخرجه البخاري في كتاب الوضوء ، باب وضع الماء عند الخلاء ، رقم (١٤٣). ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل ابن عباس رقم (٢٤٧٧) ولفظ مسلم : «اللهم فقهه».
(٢) انظر : تفسير ابن كثير (١ / ٥٢٤).