أ ـ الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة :
١ ـ ذكر الراغب أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أتاكم عني حديث يدلّ على هدى ، ويكفّ عن ردى ، فأقبلوه ، قلته أو لم أقله فإني قلته». ولم أجد حديثا بهذا اللفظ عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وإنما ورد نحوه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا أعرفنّ أحدكم متكئا يأتيه الحديث من حديثي ، فيقول : اتل عليّ قرآنا ، وما أتاكم من خير عني قلته أو لم أقله فأنا أقوله ، وما أتاكم من شرّ فإني لا أقول الشّرّ» ، ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٧ / ٤٣٨) وقال : منكر بمرة.
وروى البزار نحوه مختصرا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا حدّثتم عني حديثا فوافق الحقّ فأنا قلته» قال البزار : ما عرفت أشعث (أحد الرواة) قال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (١ / ١٢٧) «قلت : هو معروف بالضعف. قال البخاري : منكر الحديث» (١).
٢ ـ ومن الأحاديث الضعيفة التي استدل بها الراغب في تفسيره ، قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» (٢) وهذا الحديث رواه البيهقي في سننه والبزار وابن المبارك في الزهد والقضاعي في مسند الشهاب من طريق أبي عقيل ، عن محمد بن سوقة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر مرفوعا. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١ / ٦٢) : «فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل ، وهو كذّاب» وضعّفه السيوطي في الجامع الصغير رقم (٢٥٩ ـ فيض القدير) وقال المناوي :
__________________
(١) انظر : الرسالة ص (٦٦٦).
(٢) انظر : الرسالة ص (٧٤١).