صلاحه ، فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه استأذن عليه بعض الناس ، فقال : «بئس أخو العشيرة هو» فلما دخل أكرمه ، وسألته عائشة بعد خروجه ، فقال : «إن شرّ الناس من يكرم اتقاء لسانه» (١) وهذا من الاستشهاد بالحديث على معنى الآية.
٣ ـ ومن تأكيد معنى الآية بالحديث أنه عند تفسير قوله تعالى : (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ)(٢) قال الراغب : «أي أربابهن ، وذلك يقتضي أن لا يصحّ تزوّج الأمة إلا بإذن أهلها ، يقوّي ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «إذا تزوج العبد بغير إذن سيده فهو عاهر» (٣).
ثانيا : تفسير القرآن بالسنة :
١ ـ فعند تفسير قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٤) ذكر الراغب الحديث المفسّر للاستطاعة ، وهو قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «الاستطاعة : الزاد والراحلة» (٥).
٢ ـ وعند تفسير قوله تعالى : (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ)(٦) ذكر الراغب قول من فسّر (حَقَّ تُقاتِهِ) بقوله صلىاللهعليهوسلم لمعاذ : «هل تدري ما حق الله على العباد؟» قال : الله ورسوله أعلم. فقال : «أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» ثم قرأ (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ). وهذا من تفسير
__________________
(١) الرسالة ص (٥١٠).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٢٥.
(٣) الرسالة ص (١١٨٨).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ٩٧.
(٥) الرسالة ص (٧٣٩).
(٦) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٢.