وَحِكْمَةٍ)(١) قال الراغب : «وأما من قرأ (لما آتيتكم) بالكسر ، فمعناه : أخذ الله الميثاق منهم لأجل الذي آتيتكم. و (ما) لا تكون ههنا إلا موصولة .. وقرئ (لمّا آتيتكم) أي أخذ الله ميثاق النبيين حين آتيتكم الكتاب» (٢).
د ـ عدم التعليق على بعض الأقوال الشاذة حول القراءات :
١ ـ من ذلك عند تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ)(٣) قال الراغب : «وروي أن الربيع قرأ (وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) وقال : هكذا أنزل وأخطأ الكاتب» (٤). وكان على الراغب أن يعلّق على هذا القول ، ذاكرا ضعفه وخطأه ، كما فعل الطبري في تفسيره (٥). أو عدم ثبوته عن مجاهد (٦) ، كما فعل أبو حيان في تفسيره (٧). لأنه لا يجوز التشكيك في كتبة الوحي ، وردّ القراءة المتواترة لأجل ما لا يتعدى كونه اجتهادا من بعض المفسرين.
٢ ـ وعند تفسير قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٨) يذكر الراغب قول من ضعّف قراءة من قرأ (الأرحام) بالخفض ،
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٨١.
(٢) الرسالة ص (٦٨٠).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٨١.
(٤) الرسالة ص (٦٨١).
(٥) جامع البيان (٦ / ٥٥٧).
(٦) الصحيح أن هذا القول عن مجاهد ، وليس عن الربيع ، كما ذكر الراغب.
(٧) انظر : البحر المحيط (٢ / ٥٣٢).
(٨) سورة النساء ، الآية : ١.