وبالرجوع إلى المخطوط وجدنا الراغب يقول ما نصّه : «كيف هاهنا استخبار لا استفهام ، والفرق بينهما أن الاستخبار قد يكون تنبيها للمخاطب وتوبيخا ، ولا يقتضي جهل المستخبر ، والاستفهام بخلاف ذلك» (١).
(د) قال الزركشي : «ثم رأيت الراغب قال في تفسير سورة البقرة : الظّن أعم ألفاظ الشك واليقين ، وهو اسم لما حصل عن أمارة ، فمتى قويت أدّت إلى العلم ، ومتى ضعفت جدّا لم تتجاوز حدّ الوهم ، وأنّه متى قوي استعمل فيه (أنّ) المشدّدة ، و (أن) فيه المخففة منها ، ومتى ضعف استعمل معه (إن) و (إنّ) المختصة بالمعدومين من الفعل والقول ، نحو : ظننت أن أخرج ؛ وأن يخرج ؛ فالظّن إذا كان بالمعنى الأول محمود ، وإذا كان بالمعنى الثاني فمذموم ، فمن الأوّل (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)(٢) ، ومن الثاني : (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)(٣) ، وقوله : (وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(٤)» (٥).
وبالرجوع إلى المخطوط نجد العبارة مع تصرف يسير للزركشي ، حيث بدأها الراغب بقوله : «قد تقدم الكلام في الظّن ، وأنه أعمّ ألفاظ الشك واليقين ، وأنه اسم لما يحصل عن أمارة ، فمتى قويت أدت إلى العلم ، ومتى ضعفت جدّا لم تتجاوز حدّ الوهم ..» (٦) إلى
__________________
(١) انظر : مخطوط تفسير الراغب برقم ٢١٢ ، مكتبة أيا صوفيا ق ٥٤ ـ ٥٥.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٤٦.
(٣) سورة الجاثية ، الآية : ٢٤.
(٤) سورة النجم ، الآية : ٢٨.
(٥) انظر : البرهان في علوم القرآن (٤ / ١٣٩).
(٦) انظر : مخطوط تفسير الراغب برقم ٢١٢ ، مكتبة أيا صوفيا ق ٦٤.