ثم يشير إلى أن بعض النسخ تنسب الكتاب للفخر الرازي ، مثل نسخة مكتبة كوبيرلي وزير برقم ١٥٥ تفسير ، ويلاحظ الباحث كثرة الاختلاف في اسم الكتاب بين النسخ الخطيّة ، وكونها ترجع إلى المكتبات التركيّة باستثناء نسخة المتحف البريطاني ، التي يحتمل أيضا أنها تعود إلى أصل تركي. وهذا كلّه يقوّي الشك في صحة النسبة التي كتبها النسّاخ على أغلفة النسخ الخطيّة ، وأنها إنما وقعت من «قبيل الالتباس الذي يحدث عادة عند النساخ نتيجة التشابه والاشتراك في أسماء المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم ، ومن ثمّ فلا يصلح دليلا على نسبة الكتاب إلى الراغب» (١).
كما أن بعض النسخ الخطيّة تنسب الكتاب صراحة للخطيب الإسكافي ، كما في النسخة الخطيّة ذات الرقم (١٣٣) تفسير ، في مكتبة معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربيّة. فمجرد وجود اسم المؤلف على غلاف النسخة الخطيّة لا يثبت صحة نسبة الكتاب إليه ، وأما كون بعض المصادر تذكر الكتاب منسوبا للراغب الأصفهاني ، فلا شك أن أصحابها قد اعتمدوا على تلك النسخ الخطيّة ، التي تنسب الكتاب للراغب الأصفهاني ، فأثبتوا ذلك في كتبهم بدليل أن أحدهم وهو : «حاجي خليفة» يذكر هذا الكتاب منسوبا للراغب الأصفهاني مرّة (٢) ، وللفخر الرازي مرّة أخرى (٣) ، وكذلك فعل «بروكلمان» ، فقد ذكر الكتاب منسوبا للراغب
__________________
(١) المصدر السابق ص (٧٩).
(٢) انظر : كشف الظنون (١ / ٧٣٩).
(٣) انظر : المصدر السابق (١ / ٧٣٩).