الفقرتین السابقتین.
ورابعاً : قوله : «وأیضاً ، انحصار السبّاق فی ثلاثه ...».
ردّ للحدیث الصحیح والنصّ الصریح بالاجتهاد ، نظیر تکذیب إمامه ابن تیمیّه حدیث المؤاخاه ، حتّی ردّ علیه الحافظ ابن حجر العسقلانی (١).
وخامساً : قوله : «وبعد اللتیا والتی ، أیّه ضروره أن یکون کلّ سابق صاحب الزعامه الکبری وکلّ مقربٍّ إماماً؟».
جهل أو تجاهل ، فقد تقدّم منّا فی کلام العلّامه الحلی أنّ هذه فضیله لم تثبت لغیر أمیر المؤمنین علیه السلام ، فهو الأفضل ، فیکون هو الإمام.
وسادساً : قوله : «وأیضاً لو کانت هذه الروایه صحیحه لکانت مناقضه للآیه صراحه ...».
فقد سبقه فیه ابن تیمیه إذ قال فی الوجوه التی ذکرها بعد دعوی بطلان الحدیث عن ابن عبّاس : «الثالث : إنّ اللّٰه یقول : (وَالسّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهٰاجِرِینَ وَالْأَنْصٰارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِیَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِی تَحْتَهَا الْأَنْهٰارُ) (٢) وقال تعالی : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتٰابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَیْرٰاتِ بِإِذْنِ اللّٰهِ) (٣) والسابقون الأوّلون هم الّذین أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، الّذین هم أفضل ممّن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، ودخل فیهم أهل بیعه الرضوان ، وکانوا أکثر من ألف وأربعمائه ، فکیف یقال : إنّ سابق هذه الأُمّه واحد؟» (٤).
__________________
(١) فتح الباری بشرح صحیح البخاری ٧ : ٢١٧.
(٢) سوره التوبه ٩ : ١٠٠.
(٣) سوره التوبه ٩ : ١٠٠.
(٤) منهاج السُنّه ٧ : ١٥٤ ـ ١٥٥.