الموضوعه التی یرویها الثعلبی ، ولا ذکر تفاسیر أهل البدع التی ذکرها الثعلبی ، مع أنّ الثعلبی فیه خیر ودین ، لکنّه لا خبره له بالصحیح والسقیم من الأحادیث ، ولا یمیز بین السُنّه والبدعه فی کثیر من الأقوال.
وأمّا أهل العلم الکبار ، أهل التفسیر ، مثل تفسیر محمد بن جریر الطبری ، وبقیّ بن مخلد ، وابن أبی حاتم ، وابن المنذر ، وعبد الرحمن بن إبراهیم دُحیم ، وأمثالهم ، فلم یذکروا فیها مثل هذه الموضوعات ، دع من هو أعلم منهم ، مثل تفسیر أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهویه ، ولا یذکر مثل هذا عند ابن حمید ، ولا عبد الرزّاق ـ مع أنّ عبد الرزّاق کان یمیل إلی التشیّع ، ویروی کثیراً من فضائل علی ، وإن کانت ضعیفه ، لکنّه أجلُّ قدراً من أن یروی مثل هذا الکذب الظاهر ـ.
وقد أجمع أهل العلم بالحدیث علی أنه لا یجوز الاستدلال بمجرّد خبر یرویه الواحد من جنس الثعلبی ، والنقّاش ، والواحدی ، وأمثال هؤلاء المفسّرین ، لکثره ما یروونه من الحدیث ، ویکون ضعیفاً ، بل موضوعاً ....
وإنّما المقصود هنا بیان افتراء هذا المصنّف أو کثره جهله حیث قال : قد أجمعوا أنّها نزلت فی علیّ ، فیا لیت شعری من نقل هذا الإجماع من أهل العلم العالمین بالإجماع فی مثل هذه الأُمور؟! فإنّ نقل الإجماع فی مثل هذا لا یقبل من غیر أهل العلم بالمنقولات وما فیها من إجماع واختلاف ، فالمتکلّم والمفسّر والمؤرّخ ونحوهم ، لو ادّعی أحدهم نقلاً مجرّداً بلا إسناد ثابت ، لم یعتمد علیه ، فکیف إذا ادّعی إجماعاً؟! (١).
هذا ، وقد ذکر الواحدی هذا الحدیث من روایه محمّد بن مروان السدّی ، عن محمّد بن السائب عن أبی صالح ، عن ابن عبّاس ، عن عبد اللَّه بن سلام.
__________________
(١) منهاج السُنّه ٧ : ١١ ـ ١٤.