مقدمه :
المداومة على الآداب والسنن لا يمكن حصر ثوابها وثمارها (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (١) وهذه نعم وليست نعمة واحدة أفاض بها علينا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة (ع) والتي قام بتدوينها وحفظها لنا عظماؤنا وعلماؤنا كالشيخ الطوسي وابن طاووس وابن قولويه والمحدث القمي وغيرهم في كتبهم (رحمهم الله).
ومن جملة ما أفاض الله سبحانه وتعالى عبر أبواب رحمته والمدونة في كتب الأصحاب (رحمهم الله) تلك الزيارة العظيمة (زيارة عاشوراء) المشهورة ، وهذه الزيارة الشريفة فضل كبير لا يمكن لعقولنا القاصرة إدراكه ، وكيف يمكن ذلك في الوقت الذي لا يمكن إدراك الآثار التشريعية والتكوينية لمجرد هذه الألفاظ (السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته) حيث قام الدليل بالنص على ذلك كما في كامل الزيارات والمصباح والبحار وغيرها من المصادر ، فإذا كنا عاجزين عن إدراك هذا السلام الذي يبدوا بسيطا في نظر البعض! فكيف لنا أن ندرك الآثار التكوينية والتشريعية لزيارة عاشوراء.
دواعي هذا البحث:
ومن الأمور التي دعتني للبحث حول هذا الموضوع ، فضلا عن الأمر بالتزود والتأمل في أقوال المعصومين (ع) مجموعة مواقف وأمور أنتجت في النهاية
__________________
(١) سورة إبراهيم (٣٤) ، النحل ().