بسم الله الرّحمن
الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب
العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسّلام على
سيد الأولين والآخرين ، سيدنا محمد النبي العربي الأمين ، وعلى آله الطيبين
الطاهرين ، وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، واجعلنا منهم يا رب
العالمين اللهم آمين.
وبعد ..
فالحديث عن
القرآن حديث عن كتاب الله الذي جعله ربنا هدى للمتقين ، ونور للمؤمنين ، من أخذ به
هدي ، ومن أعرض عنه خاب ، ومن حكم به عدل ، ومن عمل بما فيه فقد هدي إلى صراط
مستقيم.
فواجب المسلم
أن يرتبط به في حياته كلها تلاوة ، وفهما ، وعملا ، فهذا الكتاب قال فيه رب
العالمين (ذلِكَ الْكِتابُ لا
رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة : ٢] إذ إن جميع الكتب السابقة بعد تحريفها وتبديلها فيها شك
وارتياب ، ما عدا هذا الكتاب ، وكذلك كتب الناس من العلماء على اختلاف مشاربهم
فيها نقص وريب ، وكذب وعيب ، أما القرآن فإنه كتاب حفظه الله من كل شين ، ولذا كان
أجدر بالحديث عنه دون سواه ، أن الله تولى حفظه ، فقال عزوجل (إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) [الحجر : ٩].
فالقرآن معجزة
الإسلام الباقية ، ولذا شغل الإنسانية كلها من المسلمين وغيرهم إلى يومنا هذا ،
وإلى يوم القيامة.
فالقرآن معجزة
باقية بإعجازها للبشرية في جوانب اللغة بفروعها ، فهو أصل لجميع العلوم العربية
التي قامت عليها الدراسات ، وتأسست لها المدارس ، والمنتديات والجامعات ، وهو باق
بنصه منذ نزل إلى يوم الناس هذا ، وإلى أن تقوم الساعة.